كثيرا ما نتعلل بالظروف المحيطة بنا والأحداث الجارية من حولنا، وأنها هى السبب الرئيسي في النجاح أو الفشل .. السعادة أو التعاسة!
حسنا، دعونا نقوم بتجربة بسيطة سويا !!
تذكر معي عزيزي القارئ يوما ما، عندما كانت لديك مشكلة كبيرة وقد شغلت تفكيرك وأصابتك بالأرق والإكتئاب حتى صار وجهك عبوسا. وقتها لم تكن تعرف كيف تحل مشكلتك، فلا أنت تستطيع التفكير ولا أنت تريد التحدث مع أحد وتشعر وأن الدنيا قد ضاقت بك.
ولكن في اليوم التالي وقد تسلل إليك بعض الأمل بشكل ما. وبدأت تفكر بشكل إيجابي، فبدأت تقول "حسنا من المؤكد أن هناك حل! كثيرا ما مرت بنا مشاكل وقد أزاحها الله عنا والحمد لله. أحتاج أن أفكر بهدوء، وأن أقوم بأخذ خطوة في طريق الحل لا أن أنتظر ..." في هذه الأثناء تتسلل إليك الطاقة الإيجابية والأمل شيئا فشئ. يتضائل القلق في عقلك وتتضائل معه تلك السحابة التي منعتك من التفكير. الآن تستطيع التنفس بعمق، وقد حتى تجد نفسك تبتسم بفعل هذا الإحساس بالراحة.
إنتظر !!! ماذا حدث الآن؟ فأنت قطعا لم تحل المشكلة بعد!! لماذا إذن تشعر بتلك الراحة والسعادة !
كل ما حدث أن رد فعلك أنت تجاه الأشياء قد تغير. بدلت السلبية بالإيجابية في عقلك
نعم المشكلة ما زالت قائمة. لكن أنت في حال أفضل بسبب طريقة تفكيرك مما سيساعدك قطعا على حل مشكلتك.
"ستيفين كوفي" الشهير في عالم التنمية البشرية قام بوضع نظرية أسماها 90/10. وقد قال أن 10% فقط من حياتنا تتحدد بفعل الظروف والعوامل المحيطة بنا، أما ال 90% الأخرى فهى نتاج ردود فعلنا نحن.
إليكم هذة القصة لشرح هذا النظرية ببساطة ..
أب يجلس صباحا مع زوجته وإبنته لتناول الإفطار قبل الذهاب للعمل. البنت الصغيرة بدون قصد تتسبب في سقوط كوب القهوة على السفرة فتصيب قميص والدها
الأب يثور ويصرخ في وجه ابنته الصغيرة "هل أنت عمياء، ألا ترين ما فعلتيه .. الآن ستتسببين في تأخيري عن العمل" ثم يصرخ في وجه زوجته التي كانت تحاول تهدئته، أنه خطأك، كان من المفروض أن تكوني أحرص من ذلك ولا تضعي الكوب قريبا من البنت.
الأب يذهب إلى الأعلى لتغيير قميصه وقد أضاع وقت الإفطار في الثورة والصراخ، والبنت تخرج للذهاب الى المدرسة دون توديع والدها وهى تبكي والزوجة تشعر بالضيق مما بدأ به يومها. ينزل الأب مسرعا ويذهب دون توديع زوجته، يمضي مسرعا بسيارته لتعويض ما فاته من دقائق، فيستوقفه رجل المرور لتعديه السرعة القانونية. فيحصل على مخالفة ويتأخر عن العمل.
دعونا الآن نرى ما يمكن أن يحدث لو كان الأب قد قام برد فعل مغاير!
تتسبب البنت الصغيرة في سقوط القهوة على قميص والدها. الأب يأخذ منشفة ويقول لإبنته "حبيبتي يجب أن تأخذي حذرك عند الحركة .. البنت تعتذر لوالدها ، الزوجة تذهب مسرعة وتحضر قميصا آخر . البنت تقبل والدها ووالدتها وتعتذر مره أخرى ثم تذهب للمدرسة. اما الزوج فيغير قميصة ثم يقبل زوجته ويذهب للعمل.
هل كان السبب في إفساد يوم هذا الرجل وعائلته في الحالة الاولى هى القهوة؟ أم رجل المرور ؟
فقط رد فعله!
فحياتك تحددها أفعالك
شادي الصاحي
في 27/9/2013