الجمعة، 27 سبتمبر 2013

حياتك من فعلك

كثيرا ما نتعلل بالظروف المحيطة بنا والأحداث الجارية من حولنا، وأنها هى السبب الرئيسي في النجاح أو الفشل .. السعادة أو التعاسة!


حسنا، دعونا نقوم بتجربة بسيطة سويا !!
 تذكر معي عزيزي القارئ يوما ما، عندما كانت لديك مشكلة كبيرة وقد شغلت تفكيرك وأصابتك بالأرق والإكتئاب حتى صار وجهك عبوسا. وقتها لم تكن تعرف كيف تحل مشكلتك، فلا أنت تستطيع التفكير ولا أنت تريد التحدث مع أحد وتشعر وأن الدنيا قد ضاقت بك.
ولكن في اليوم التالي وقد تسلل إليك بعض الأمل بشكل ما. وبدأت تفكر بشكل إيجابي، فبدأت تقول "حسنا من المؤكد أن هناك حل! كثيرا ما مرت بنا مشاكل وقد أزاحها الله عنا والحمد لله. أحتاج أن أفكر بهدوء، وأن أقوم بأخذ خطوة في طريق الحل لا أن أنتظر ..." في هذه الأثناء تتسلل إليك الطاقة الإيجابية والأمل شيئا فشئ. يتضائل القلق في عقلك وتتضائل معه تلك السحابة التي منعتك من التفكير. الآن تستطيع التنفس بعمق، وقد حتى تجد نفسك تبتسم بفعل هذا الإحساس بالراحة.

إنتظر !!! ماذا حدث الآن؟ فأنت قطعا لم تحل المشكلة بعد!! لماذا إذن تشعر بتلك الراحة والسعادة !

كل ما حدث أن رد فعلك أنت تجاه الأشياء قد تغير. بدلت السلبية بالإيجابية في عقلك
نعم المشكلة ما زالت قائمة. لكن أنت في حال أفضل بسبب طريقة تفكيرك مما سيساعدك قطعا على حل مشكلتك.

"ستيفين كوفي" الشهير في عالم التنمية البشرية قام بوضع نظرية أسماها 90/10. وقد قال أن 10% فقط من حياتنا تتحدد بفعل الظروف والعوامل المحيطة بنا، أما ال 90% الأخرى فهى نتاج ردود فعلنا نحن.
إليكم هذة القصة لشرح هذا النظرية ببساطة ..
أب يجلس صباحا مع زوجته وإبنته لتناول الإفطار قبل الذهاب للعمل. البنت الصغيرة بدون قصد تتسبب في سقوط كوب القهوة على السفرة فتصيب قميص والدها

الأب يثور ويصرخ في وجه ابنته الصغيرة "هل أنت عمياء، ألا ترين ما فعلتيه .. الآن ستتسببين في تأخيري عن العمل" ثم يصرخ في وجه زوجته التي كانت تحاول تهدئته، أنه خطأك، كان من المفروض أن تكوني أحرص من ذلك ولا تضعي الكوب قريبا من البنت.
الأب يذهب إلى الأعلى لتغيير قميصه وقد أضاع وقت الإفطار في الثورة والصراخ، والبنت تخرج للذهاب الى المدرسة دون توديع والدها وهى تبكي والزوجة تشعر بالضيق مما بدأ به يومها. ينزل الأب مسرعا ويذهب دون توديع زوجته، يمضي مسرعا بسيارته لتعويض ما فاته من دقائق، فيستوقفه رجل المرور لتعديه السرعة القانونية. فيحصل على مخالفة ويتأخر عن العمل.

دعونا الآن نرى ما يمكن أن يحدث لو كان الأب قد قام برد فعل مغاير!
تتسبب البنت الصغيرة في سقوط القهوة على قميص والدها. الأب يأخذ منشفة ويقول لإبنته "حبيبتي يجب أن تأخذي حذرك عند الحركة .. البنت تعتذر لوالدها ، الزوجة تذهب مسرعة وتحضر قميصا آخر . البنت تقبل والدها ووالدتها وتعتذر مره أخرى ثم تذهب للمدرسة. اما الزوج فيغير قميصة ثم يقبل زوجته ويذهب للعمل.

هل كان السبب في إفساد يوم هذا الرجل وعائلته في الحالة الاولى هى القهوة؟ أم رجل المرور ؟

فقط رد فعله!
فحياتك تحددها أفعالك

شادي الصاحي
في 27/9/2013
 

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

عازفوا الأمل ☺



تراودني الكثير من الأفكار حول ما يمكنني فعله لنشر الأمل والتفاؤل بين الناس. فتارة أكتب تعليقات من بنات أفكاري على المواقع الإجتماعية، أو أضع صورا ومقولات لمشاهير الناس ممن تكلموا عن النجاح، السعادة، الأمل والتفاؤل .. إلخ. وتارة أخرى أفكر في عمل مشروع جماعي يشارك فيه الكثير من الناس من مختلف الأعمار والجنسيات على أن يكون الهدف الرئيسي منه نشر الطاقة الإيجابية بمختلف أشكالها وتشجيع الجميع على نشر كل ما هو إيجابي (بالرغم من أني لم أوفق كثيرا في هذا الأخير).

 

ولكن تبقى التجربة الأفضل في حياتي في هذا المضمار هى صفحة عازفوا الأمل على موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك). فقد ولدت هذه الصفحة  بالتزامن مع ولادة حب جديد :)، فكانت فكرة الصفحة نفسها وحتى إسمها، وإدارتها بعد ذلك عمل مشترك بيني وبين الفتاه التي أحببت - زوجتي الآن - وأعتقد أن رغبتي وقتها أن أفعل شئ مشترك مع حبيبتي وشغفي بالتنمية البشرية وحب التفاؤل كان له أبلغ الأثر أن تستمر تلك الصفحة لأكثر من عامين حتى الآن وإن كان عدد المشتركين بها قليل (لقلة خبرتي في النشر غالبا).

 

لا أعرف إلى أى مدى يمكنني أن أصل في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، لكنني على يقين أنه ما دمت أتنفس فلن تكون تلك التجربة الأخيرة .. لكنها ستظل في ذاكرتي التجربة الأروع.

 

دمتم في أمل :)

 

شادي الصاحي
17/9/2013