لم يكن في وسعي عندما رأيت إبتسامتها إلا أن أتذكر ذلك الموضوع الذي كتبت عنه سابقا ..
على مر العصور وضع الناس العديد من النظريات والقوانين، إلا أن الكثير منها تم إثبات خطأها لاحقا عن طريق أُناس آخرون.
بعضها علمونا إياه منذ الصغر، فصدقناه وصرنا نردده مثل البغبغاء دون أن نكلف نفسنا عناء التفكير.
جميعا نعلم أن " السعادة لا تشترى بالمال" ! نعم هذا ما تعلمته منذ صغري أن المال لا يشتري أشياء كثيرة مثل الصحة، السعادة، راحة البال ... إلخ
هذا ليس صحيحاً مئة بالمئة ، بل الحقيقة أن المال يمكن أن يشتري السعادة!!
حسنا، بالطبع لن تذهب للتسوق وإحضار بعضا من السعادة لك ولأسرتك، لكن فلتقرأ هذه القصة الحقيقية ..
منذ أسابيع قليلة كنت بأحد مراكز التسوق المليئة بكل ما طاب من البضائع والملابس ذات الماركات العالمية.. أما بالخارج، مباشرة أمام إحدى بوابات هذا المكان الضخم جلس شاب صغير في عمر يقارب الخامسة عشر على الرصيف يبيع بعضا من لعب الأطفال، وعلى بعد مترين فقط جلست سيدة فقيرة تنتظر من يعطيها شيئا وبجانبها طفلتها الصغيرة ذات الأربعة أو الخمسة أعوام لا تعبأ بأى شئ من حولها سوى أنها تنظر بلهفة إلى تلك اللعب على بعد مترين منها، وعلى الرغم من ذلك لم يكن بمقدورها الحصول على واحدة! فهى وأسرتها لايمتلكون رفاهية المأكل والملبس الوفير فضلا عن رفاهية "لعب الأطفال"، وفي هذه الأثناء مرت إمرأة صغيرة السن امام ذلك المشهد ثم ما لبثت أن أخرجت بعض النقود و...
لم تعطيها للسيدة التي تجلس على الأرض تتسول! بل إشترت بها لعبة من الشاب الصغير، ثم أعطتها للطفلة
وهنا مشهد يتوقف فيه الزمن عند إبتسامة الطفلة التي أخذت اللعبة بلهفة كما لو أُعطيت ذهب العالم.
لم تكن الطفلة هى الوحيدة الذي أحست بسعادة غامرة!! بل كل من كان يشاهد ما يحدث وكل من رأى فرحة الصغيرة.
لن أسترسل وأبدأ في وصف سعادة المرأة التي إشترت اللعبة، يكفي أن تعلم أن عينيها أغرقت بالدموع! قبل أن تذهب ..
جرب ما فعلته تلك المرأه، أو جرب ما يحلو لك من أعمال الخير .. شراء طعام لفقير، تبرع لإنقاذ شخص أو لفك كرب غارم، شراء ملابس جديدة لأطفال فقراء أو حتى أقارب أو جيران!
وعندما تشعر بتلك السعادة الغامرة تملأ قلبك قل الحمد لله الذي أعطانا، لنعطي
ثم تعال مرة أخرى لنتحدث ونرى إذا ما كنت تستطيع حقا شراء السعادة بالمال لك، ولغيرك أم لا!